اتسمت الأسواق بحذر في جلسة التداول الأخيرة، حيث أغلق مؤشر S&P 500 مستقرًا مع تركيز المستثمرين على انتظار تقرير أرباح Nvidia. تراجعت أسهم الشركة، التي أنهت الجلسة عند 145.90 دولارًا، بنسبة 2.5% في التداولات بعد الإغلاق. وعلى الرغم من أن نتائج الشركة تجاوزت توقعات المحللين، إلا أن النظرة المستقبلية للنمو أثارت قلقًا بين المستثمرين.
أعلنت Nvidia عن أرباح للسهم بلغت 0.81 دولار للربع الثالث، متفوقة على التقديرات التي بلغت 0.74 دولار، مع تحقيق إيرادات بلغت 35.1 مليار دولار مقابل توقعات عند 33.25 مليار دولار. كما سجل قطاع مراكز البيانات، الذي يمثل العمود الفقري للشركة، 30.8 مليار دولار في الإيرادات، متجاوزًا التقديرات البالغة 29.14 مليار دولار. ومع ذلك، أشارت الشركة إلى توجيه مستقبلي للربع الرابع عند 37.5 مليار دولار (±2%)، مما يعكس استمرارًا في النمو ولكن بوتيرة أكثر اعتدالًا.
جاءت ردود الفعل السوقية لتؤكد تغيرًا في سردية Nvidia. بينما تظل الشركة مهيمنة على الطلب المتزايد على الرقاقات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، فإن التوقعات المستقبلية المعتدلة أضافت عنصرًا من الحذر. المستثمرون ينظرون بعناية بين النمو القريب المدى وقصص النجاح السابقة والطويلة الأجل، فيما أظهرت عقود ناسداك 100 الآجلة هدوءًا مماثلًا، مستقرًا دون تغيير في تداولات بعد الاغلاق.
واصل البيتكوين زخمه الصعودي، ليتداول حول مستوى 94,300 دولار بعد أن واجه مقاومة بيع قوية عند 95,000 دولار. ارتفع البيتكوين بأكثر من 35% منذ الانتخابات الأمريكية، معززًا بموجة من التفاؤل كبيرة. ومع ذلك، يبدو أن الاتجاه الحالي يمر بمرحلة تماسك ضمن نطاق تداول بين 89,000 دولار و94,000 دولار.اختراق مستوى 94,000 دولار قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من الشراء، مما قد يدفع البيتكوين نحو حاجز 100,000 دولار، وهو حاجز نفسي قد يجذب المزيد من الزخم. على الجانب الآخر، فإن كسر الدعم عند 89,000 دولار سيعكس تحذيرًا من احتمال تراجع أكبر، مع مستوى 86,000 دولار كمحطة رئيسية قد تزيد من الضغوط البيعية وتؤدي إلى تقلبات أكثر حدة.
في سوق المعادن ، شهد الذهب أسبوعًا استثنائيًا، حيث ارتفع بنسبة 3.4% ليغلق عند 2,649 دولارًا للأوقية، مسجلًا مكاسب قدرها 113 دولارًا منذ مستوى 14 نوفمبر. جاء هذا الانتعاش مدفوعًا بتجدد التوترات الجيوسياسية، مما عزز الطلب على المعدن الثمين كملاذ آمن. يُبرز هذا الأداء دور الذهب كأداة تحوط فعّالة ، خاصة مع تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا. ومع ذلك، يتوقع ان تستقر الأسعار حول مستوى 2,600 دولار، في حين تبقى احتمالية ارتفاعها نحو 3,000 دولار واردة، خصوصًا إذا واصلت البنوك المركزية تعزيز مشترياتها من الذهب حتى عام 2025، مدفوعة بمخاطر السياسة النقدية والكلية على حد سواء.
في مكان اخر ، استعاد مؤشر USDX قوته ليصل إلى مستوى 106.70، وهو مستوى قريب من ذروته لعام 2024، بعد بداية ضعيفة للأسبوع. يعكس هذا الانتعاش توقعات بتباطؤ في مسار تخفيض اسعار الفائدة، إلى جانب ترقب المستثمرين للبيانات الرئيسية مثل تقرير الوظائف. لا يزال الدولار مدعومًا بالتوترات الجيوسياسية المتزايدة وتزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو في منطقة اليورو، مما يعزز مكانته.
تبدو الأسواق حاليًا في وضع مختلط يمزج بين الفرص والمخاطر. أرباح Nvidia أضافت بعض الغموض إلى قطاع التكنولوجيا، بينما يشير الأداء القوي للبيتكوين إلى احتمال حدوث اختراق جديد. يعزز ارتفاع الذهب مكانته كأداة تحوط في ظل تجدد المخاطر الجيوسياسية، في حين يبقى الدولار مؤشرًا رئيسيًا على معنويات المستثمرين عالميًا. ومع اقتراب صدور بيانات اقتصادية رئيسية، خصوصًا تقارير سوق العمل، من المتوقع أن تتحرك الأسواق بناءً على إشارات حول وتيرة التيسير النقدي للاحتياطي الفيدرالي وتأثير ذلك على الأصول المختلفة. علاوة على ذلك، يمكن أن تكون تدفقات الاموال إلى العملات المشفرة، إلى جانب تطورات جيوسياسية، عوامل رئيسية قد تحدد اتجاه الأسواق في المدى القريب.
تظهر هذه البيئة الحاجة إلى استراتيجية توازن بين المخاطر والمكاسب. في حين أن النظرة المستقبلية لـ Nvidia ومرحلة التماسك للبيتكوين تستدعي الانتقائية، فإن الأداء القوي للذهب يوفر فرصة مقنعة للتنويع. في ظل هذه الحالية السوقية، تظل الفرص متاحة للمستثمرين الذين يعدّون أنفسهم للتكيف مع ديناميكيات السوق المتغيرة.